الخميس، 25 أكتوبر 2012

عشرٌ و دهر

الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه


 الحياة رائعة جميلة بجمال ما فيها ، أنا وأنت نحمل في قلوبنا بذرة لو سقيناها لترعرت و لأورقت منها زهور الياسمين و لنشرنا في الدُنا عبير الياسمين، لو بذرناها بإحسان فإنها السعادة تتلوها الجنان.


 هنا وقفة ،،،


 تجري سنين الإنسان و قليل من يدرك أوقاته في بذل الخير و العمل فيه ، لذلك جعل الله لنا مواسم تُضاعف فيها الحسنات و تُزاد فيها المكرمات و تكثر فيها الهدايا و العطيات ، سعيدٌ من أحسنَ فيها العمل و خاسر من جعلها كباقي أيامه ، يُقبل علينا رمضان و نعمل فيه ما استطعنا من الأعمال، ثم تأتينا عشر ليالٍ هي خير ليالي العام، فيجتهد الجميع بُغيةَ إصابةِ ليلةِ القدر فالأجر فيها مُضاعف و العطاء فيها وافر ، ينتهي رمضان و لا ينقطع الخير ، تأتيك الست من شوال ، و لا يختم العام بغير عطية عظيمة من المنان , تُقبلُ علينا أيام هي خير أيام الدهر فيها الأجور تتزايد بأمر الكريم ، و الحسنات تُضاعف من غير ما إجحاف، نحن لو وُعدِنا من بشر بعطاء مقابل عمل نأتي به لاجتهد الواحد منا في تقديم ذلك العمل من أجل الحصول على العطاء ، فكيف إذا و عدك الكريم بإسمه و وصفه بإن الأجور ستكون لك مجزلة و العطايا مضاعفة ، ما عساك فاعل ؟!


عشرٌ هي العطايا الجزال و الأجور الحسان و المنُ من المنان ، لا يخيب فيها من اجتهد و لا يُبخس حق من عمل ، العامل فيها رابح ، و القاعد فيها خاسر ، الوقت في هذه العشر لا يباع بالرخيص ، و لا يترك ليضيع و إذا ما شارفت هذه الأيام على الختام كانت الجائزة العظمى و العطية الكبرى ، إنه يوم عرفة
 

.. يوم عرفة يوم لا توصف مزاياه، لن أنسج الحروف في تزيين ما فيه ، لإني لا أُحسن الحديث عند من لا ينطق عن الهوى ، عند من أُوتي جوامع الكلم هنا نقل لكم مما ورد عن هذا اليوم و كفى به وصفاً لا يُجارى فإليك يا غالي درر الحروف و ياقوت الكَلِم : إليك فضائل يوم عرفة المبارك في سبع قلائد نبوية عن نبينا -صلى الله عليه وسلم-:
1- ((يكفر السنة الماضية والسنة القابلة)) رواه مسلم من حديث أبي قتادة -رضي الله عنه-


2- ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة)) رواه مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها- 

3- (( خير الدعاء دعاء يوم عرفة )) رواه الترمذي بإسناد صححه الألباني من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده -رضي الله عنهم-

4- يوم عيدٍ، (( يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام منى، عيدنا أهل الإسلام )) رواه أبو داود بإسناد صححه الألباني من حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه-

5- يومٌ يباهي فيه الله (( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء ))رواه أحمد بإسناد صححه أحمد شاكر من حديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- 

6- يومٌ أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: إن رجلا من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أي آية ؟ قال: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا )) [ سورة المائدة:5]. قال عمر – رضي الله عنه-: قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة. 

7- يومٌ أقسم الله به، وقد أقسم به في موضعين:

 1- قال تعالى: ((وشاهد ومشهود))، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة..) رواه الترمذي وحسنه الألباني.

 2- وقال تعالى: ((والشفع والوتر))، قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك.


تذكر معي البذرة التي حدثتك عنها في بداية حديثي ، إنه الإيمان الذي لا سعادة للمرء بدونه هو جنة الدنيا و بستان الحياة و ترياق السعادة ، ما دُمتَ تسقيه بالطاعات و تمنع عنه كل معصية فإنك في سعادة و هناء ، لن أُطيل عليك و لكن من أخ محب اعمل هذه الأيام قدر استطاعتك فسعيد من عمل و جاهد في سبل الخير الكثيرة ( الصيام، وتلاوة كتاب الله ، الصدقة ، بر الوالدين ، المحافظة على الصلاة في أوقاتها ، الخُلق الحسن ، كثرة الإستغفار ، الدعاء ، قول لا إله إلا الله ، و أن تنشر كل ما يجعل الناس يزدادون في عمل الخير )


 فقد تكون رسالة واحدة منك يُصلح الله بها حال أقوام فتكون لهم النجاة و الرفعة و كل ذلك لك منه وافر النصيب و الحظ ، فكن داعياً إلى الله فلا خسران لمن دعا بصدق و إخلاص.

تذكر أخيراً ما من يوم تُعتق فيه الرقاب من النار مثل يوم عرفة ، فكن عاملاً تكن من الفائزين.


و الصلاة والسلام على رسول الهدى و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.


الضمير يتحدث

فيديو
شاهد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق